«أوتشا»: تصاعد العنف واستمرار النزوح الجماعي في السودان
«أوتشا»: تصاعد العنف واستمرار النزوح الجماعي في السودان
أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه العميق إزاء استمرار النزوح الجماعي للمدنيين من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، نتيجة تصاعد أعمال العنف منذ أبريل الماضي.
ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الثلاثاء، أن المنظمة الدولية للهجرة أفادت بفرار أكثر من 600 ألف شخص من الفاشر ومناطق أخرى في شمال دارفور خلال الأشهر العشرة الماضية، في محاولة للبحث عن الأمان وسط تصاعد القتال.
شملت الهجمات الأخيرة استهداف مخيم أبو شوك للنازحين، والمستشفى السعودي، والمناطق الغربية من الفاشر، حيث سُجّلت حالة مجاعة مؤكدة في مخيم أبو شوك خلال ديسمبر الماضي، وسط توقعات باستمرارها حتى مايو المقبل.
إدانة أممية للقصف العنيف
أدانت المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمانتين نكويتا سلامي، القصف العنيف والغارات الجوية وضربات الطائرات المُسيّرة التي تستهدف المدنيين في دارفور وكردفان، واصفة ما يحدث بأنه "اعتداء وحشي على الحياة البشرية" وليس مجرد حرب.
شهد جنوب كردفان تصاعدًا خطيرًا في الأعمال القتالية بين الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال.
وأفادت التقارير بأن غارات جوية استهدفت مدينة كادوقلي، عاصمة الولاية، أمس، وأسفرت عن مقتل أكثر من 50 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب إصابة أكثر من 20 آخرين.
مخلفات الحرب القابلة للانفجار
أكد دوجاريك أن المدنيين في السودان يواجهون تهديدًا متزايدًا بسبب مخلفات الحرب القابلة للانفجار، حيث سجلت مصادر إنسانية مقتل طفلين الأسبوع الماضي جراء انفجار ذخائر غير منفجرة في منطقة قريضة بولاية جنوب دارفور.
أوضح المتحدث الأممي أن أكثر من 13 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى الدعم الإنساني هذا العام لمواجهة مخاطر الذخائر غير المنفجرة، لكن التمويل المخصص لهذه الجهود لا يزال محدودًا، مما يعيق عمليات الإغاثة وجهود إزالة هذه المخاطر.
دعوة أممية لحماية المدنيين
دعا دوجاريك جميع أطراف النزاع في السودان إلى الامتناع عن استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية، مؤكدًا أن القانون الدولي الإنساني يلزم جميع الأطراف باتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين أثناء الهجمات أو الدفاع عنهم.
وتواصل الأمم المتحدة متابعة الأوضاع الميدانية في السودان، وسط مطالبات دولية بضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية والإنسانية لإنهاء الأزمة وحماية السكان من تداعيات الحرب المستمرة.